نشيد ُ المواسم / بقلم الشاعر / حميد الساعدي



نشيد ُ المواسم 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

يَبدو هياجك َ
حَرف َ وهج ٍ
في فمي 
تتواردُ الخطرات ُ
فِكراً ناحِلاً 
يَأوي دَمي
مُتأملاً
لغة َ الحَضارة
بعكاظِ مَنفييّن
أستَجلي هُمومي
سِمَتي سُهومي
وَمفازةً
لدَمي المُموّه بالبشاشةِ
أطلقتُ ترتيلي
فما وَسِعَت
فضاءات الخواء
صراخَ جيلي
صَخَبٌ 
من القاعِ العنيد ِ
يَشِدُ بي
وتَغوصُ فيَّ سَحابة المُتأملين
شَرَكٌ مَكين
أدورُ في فلواتهِ
ويَدورُ فيَّ ...
يا أنتِ :
أيَّتُها الجَميلة 
حينَ تستعصين َ
أو تهبين َ وجهكَ للندى
وتبعثرينَ على الصدى
حدقات فاتنتين
تلهبني سياطهما
وتأسرني المواسم
جَرَفَت ْ سيول مناحة الموتى
الى هرمِ الطفولةِ
وانتضَت ْسَيفاً تقاوم
قُمْ ...لا توائِم
بينَ نرجستين ذابلتين
أو حلماً يساوم
لغطٌ تناثرَ
في ثنايا القيظ
والوَله الغريب
بحرٌ 
يُكَمِّلُ دورة الأشياء
أو نهرٌ يدور
لا فرقَ بينَ كنايتين
رَجِعَ الصدى
سقطَ النشيد
وأنتَ مأسورٌ بناصية ِ القيامة
جسَدي حمامة
أرَّخَتْ سبل الوصول
الى الضفافِ التائهة
وانحَنَت ْ للزهرة ِ البرية ِالصَمّاء
تأخذُ من تُقاها
وتدورُ
في كفينِ فارغتين
سنبلة الحياة 
ها قد أتى
زمن الجراد المستطير
فهيئي زمناً
يوائم بين صرختهِ
وبينَ هُتاف عاشقَةٍ
تسوّرُ صوتها بالغنجِ
هل تاتي المواسمَ بالذي استَعصى
وهل استصرخُ الشِعر المطوَّقِ بالنزيفِ
وسبعُ أبوابٍ *
تباعدُ بيننا
سبعٌ تجاوزَها الهتاف
ـ سبعٌ ستدخلها
ستخلعُ
كل أبواب التعاسةِ .....
كانَ عرّافٌ 
يُحَدِّقُ بي
يصيح
ستسكنُ الكلمات فيك
وتشعلُ النبض القصائد .
يا أنتِ :
أيتها المُحَلّلَة الغدائر
في ثياب الكاهنِ السفليّ
كيفَ سَكَنتِني
ملءَ الهواجسِ
ثم أرخيتِ العنان
لشهوةِ النفسِ ـ الخديعة

يا أنتِ :
أيتها الوديعة
كيفَ أسَرتِني
وتركتِني
وأرَقتِ ماء العين
ثمَ أخذتِني
صوبَ المتاهَةِ
صورةً وهميةً
وصدى عويلٍ يائس ٍ
دربي اليكِ
خُطىً مُعَلَّقةً
تطاردها الفصول
زَمَناً يطول
وفتح ثغركِ يَلجم الكلمات
عن خوضِ المدى
وأنا وأنت ِ
فداحة الكلمات تسكننا
ونسكنُ في الصدى
...
ذَهلَ السقوط
عن اقتناص سويعةٍ هربَتْ
وغابت في رؤىً
ضاقت بفوضى السحرِ
والأشياء
إنَّ بلاهة الأشياء
تنبئُني
بأنكِ ماكرة
وتطاولين فحولة الشعراء
تختزنين من ألف ٍوباء
تأريخَ عَصرٍ
لا تموتُ بشمسهِ إلا الزنابق
هي دورة الذات الغريبةِ
في المدار المُشرئب
على نوافذ َ
تستظل ُ بها الحرائق
سنظل ُ نبحثُ
عن تويج ِ مليكةٍ هربَت
وغادرتِ المدائن
هي ذي السفائن 
تهجر الخلجان
ثم تدور في لُججٍ 
من الكُتَلِ العواصم 
وتشق ُ أودية الزحام ، الى مصابيح النيون ، وباحة الأمراء ، نادي الموسرين ، الضَجَّة الحمراء ، أردية الأوانس ، زحمة الأقدام ، في البلد/ المخازن ،زينة الأسواق ، بؤس المكتبات ، صراخ جوَّالين ...
قد تعبَ الهتافُ
وما تعبتَ
ورَدَّتِ الروح الشقيَّة 
للشرائعِ
والوصايا العشر
تستجلي المراسيم القديمة

ها قد أتى سقراط
يبحثُ عن فضيلتهِ
فقومي
وأقلعي عينيكِ
في كهَفٍ
وعُومي
في بحر غربتك الجميلة
واغلقي شفتيكِ
قد أزِفَتْ مراسيم الحِداد
وكَللَ الأوراد
ناقوسٌ
يباغتهُ الفؤاد
بزفرةِ الأموات
قي طوفانِ نوح
خبرٌ
نعلقُه على الألواح
تلفظه السطوح
قد أثملتكِ فحولة العشاق
فانتفضي وطوفي
قاعَ دنياكِ الفسيحة
وانثري بيديكِ
أشرعة البراءةِ
كُلُ ذنبٍ فيكِ مُتَقِدٌ
( تعالي 
وليكن للشارع المأوى
وظل الحائط السكنى
وللسكران لطمة وجنتيك ) **
وآنذا 
متبتلاً
ألَّفتُ بين قداستي
وسماء هذي المقبرة
لا :
ليس للأسماء
عنق زجاجة 
او قامَة ٌمتهورة 
يا أحرفاً
أرَّختُ فيكِ بساطة الأشياء
ثم زحفتُ صوب مداي
أحضنهُ
فيهربُ من يدي
وأصيحُ بالموتى
تعالوا
كي نبدد وحشة المسرى
ونعلنُ 
أننا في الصمت
أكثر هيبةً مما نكون
لنطوف واحاتٍ 
تلفَّعُ بالسكون
والصمتُ 
أجمل ما يكون .

-
----------------------

* الأبواب السبعة التي كان على عشتار أو إينانا في الملاحم السومرية أن تجتازها للعالم السفلي وكان الحراس عند كل باب يجردونها لقطعة من ملابسها الى ان تجتاز آخر باب وهي عارية
** اقتباس من ملحمة جلجامش السومرية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق