قدري / بقلم الكاتبة / شيماء العكيلي


قدري

عملاق قوي عتيد
يقف بوجهي 
ككابوس رهيب
يلاحقني يركض
ورائي يمحي
خطواتي
من على كل طريق
نزفت دما وتعبا
لأثبتها وأصل الى
ما أريد
كسرني وجبرت 
انكساري
لأنهض من جديد

ضحك علي وكشر
عن أنيابه
ثم قال استسلمي
هذا كله لن يفيد
التعب والشقاء
والانكسار
كتب على جبينك
فأرضي بالقدر الذي
منه تهربين
انتحب قلبي والبؤس
مزقني وشتت
الفكر
هل أواصل أم اكتفي
بما حتمه القدر لي
غفت حواسي وشلت
أقدامي
لأيام لم أعدها
من تأريخ حياتي
جرى الزمان 
وانا واقفه مكاني
لم أستطع أجاوب
سؤالي
خوفا أنعقد لساني
من خيبات أخرى
يلقيها القدر
على أكتافي
وفجأة استيقظت
حواسي
وصاحت آمالي
أنظري الى ساعة الجدار
الساعات تمضي وتنساب
من عمرك كالماء الجاري
الذي هدر على أرض جرداء

ولم تنبت عليها 
ولو نبتة صبار
فوقفت على اقدامي
وأنطلق لساني
وقلت مالذي أخسره بعد
فما سلبه القدر بكل
ما فات من حياتي
أغلى وأقدر
أنها حياتي ولها حق
علي الى يوم المحشر
سوف أسقيها ماء
سنيني حتى تزهر
فالحياة ماهي الا
ومضه
يا ليتنا نلحق بها
ونظفر

شيماء العكيلي

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق