رصاصةٌ / بقلم الشاعر / فارس بن جدو

رصاصةٌ

الشارع المهـــجور تسكنه الذئابْ
و الطفل هروَلَ بين أشرعة الضبابْ

طيّارةٌ ورقــــــــــــــيّةٌ.... في كفِّه
و إزارُ جدِّته ...و شقُّ ...من كتابْ


سبقت إليه.. رصاصةٌ..... مجهولةٌ
لمْ تُبْقِ للعرَّافِ.... فصلاً...للخطابْ

إنَّ المرجّحَ.. أن تكون.. من السَّما
أو أن بحراً قد تنهَّدَ....من عُبابْ

رجَّـــتْهُ صاحبة السوادِ... لأنــها
فقدتْ سوارَ المَلْكِ يا له من عُجابْ

سالت دماه على الخريطة باسماً
ألقى السلام و مات يحلم بالرُّضاب

ليُساقَ... مكتوفَ اليدين......و إنَّهُ
من أسْرةٍ -ذكروا – يغالبُها السحابْ

و.... سلالةٍ ملكيَّةٍ.... قالــواْ ...كذا
أنجاها ربُّكَ... يومَ زُلْزِلَتِ الرِّحابْ

و كبيرها.... يخفي.... مفاتيحَ النبوّ
وَةِ.. بَينِ أقبيةِ الكنائس ..و القِبابْ

...........
دفنوه قرب كنيسةٍ........ مفتوحةٍ
ساحاتُها للبومِ يهزأُ.... و.... الغرابْ..

و هناك قد وضعوا.... على جنباته ...
في القبر ديوانَ الحماسةِ و الشبابْ

يحكي الأساطير التي... كانت تردّ
دها الطفولةُ في الغدوِّ و في الإيابْ

يا هذه الدنيا عليك مذمتي
ما عشتُ في الفلواتِ أركُضُ و السَّرابْ

جيشُ الأبالسِ قد تراءى جمعُهُم
أ أردُّهمْ بالخبزِ ؟ لا لا بالرَّبابْ

هو ذاك يا ابنةَ مالكٍ قد رابني
دهرٌ , هرمتُ و ما تحرَّرتِ الرقابْ

أفشيتُ للأســــحارِ كلَّ بلاغةٍ
و نسيتُ مفتاح القصيدة من عِتابْ

فقفي على أرض الجليل و ردّدي
ما بالُ عنترَ لا يعودُ من الغيابْ

أم أنّ ديوان الحمــاسة في الورى
فخرٌ تردِّدُه النَّعامة... و العُقابْ

صبراً على التابوت في اليمِّ السحي
قِ لطالما الفرعونُ يأسفُ للمُصابْ

و لربَّما المقصودُ أن يحـــيى الأُلى
فتحواْ المدائن ليتَ يقذفُهمْ تُرابْ

لكنَّما في الحق لا ننجو سدى
هيهات نهربُ من زبانية العذابْ

يا أمَّتا... تاهـــتْ مراكبُ عزِّنا
و توارت الغربان تهزأُ بالرِّكابُ

عوجي على وادي الذنائب و الجنا
دلِ ما أُحَيْلاها مغازلةُ الخرابْ

هاتيكَ أنباءُ الزمان .... كسيفةٌ
رفقاً عدمتُك لامفرَّ من الحسَابْ
...........................
بن جدو فارس / آذار 2016.


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق