*أحبَّكَ * / بقلم الشاعر / نورالدين صبّوح


*أحبَّكَ *

تقولينَ : أحبّكَ ..
ثمّ ترميني في مهبّ الريح
و تخلقين الأعذار السّاذجةْ
و تفجّري من تحتي الألغام
فكيف تريديني بحبّكِ أنْ أقنعا
تعتقدين أنّ الحبّ لعبة نلعب بها

متى نشاء و نهملها متى نشاء
تظنّين أنّا الحبّ نزهة قصيرة
نقوم بها متى نشعر بالملل و الضجر
إذاً لا تعشقي و كفاكِ نفاقاً و تصنّعا
تافهة أنتِ و حبّكِ المتميّعا
جبنكِ..غباؤكِ زاد قرفي من هذه الدّنيا
و زاد الإحباط ..
لطّختِ بياض الثلج
قتلت هدهد سُليمان
كسرتِ مزامير داؤد
و زرعتِ في قلبي شفرة الأحزان
أيّتها الأنثى العصريّة:
تمرّغي بوحل المادة
و كفاكِ ثرثرة و لغواً تافهاً
فقولكِ : أحبّكَ كلّها تزوير
معجونة بالمكر و الأكاذيب
بقولك هذا هزمت أكبر سمسار
فأمثالكِ ألعوبة الشيطان
يستحقّون الوأد في حظيرة الجشع
فارتدي العدسات كي تري أكثر
فأنتِ لا ترين أبعد من أنفكِ
لا ترين إلا الغبش
مثلكِ مثل القردة المتأرجحة
و لكن ببلاهة الحبارى
احترقي كقطعة قماش تحت المكواة
انقطعي كحبل الغسيل فثوبي
نظُف عند الرحيل
لا تقولي ثانية : أحبّكَ
فما نفع سطل الماء المثقوب
فقد انتهت أغنية النعاس
و توقف الشخير
و امّحى زمان النوم
فقد تخلّصت من هذا الحصار
و خرجت من زحمة الريح
و أشرعت شراع الأماني من جديد
و عدت إلى ضفاف قصيدتي
و أشرقت شمس نوح
و ابيضّت يد الزمان.
(
شاعر المحبّة: نورالدين صبّوح)

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق