( رجل
لايعرف الدرب
)
----------------
قذف بآخر أوراقه في درج مهشم ، ترك قلمه يبكي على طاولة رمادية ، بينما السيجارة تختصر الزمن ، قبل أن تبدأ رحيلها الأخير ، مسح على بقايا شعره ، تحسس دقات القلب ، ( حسنا لازال يعمل ) ... ، قالها لنفسه خشية أن يسمعه طفله الصغير ، الذي يداعب دميته الشقراء ... رجل طويل القامة ،
----------------
قذف بآخر أوراقه في درج مهشم ، ترك قلمه يبكي على طاولة رمادية ، بينما السيجارة تختصر الزمن ، قبل أن تبدأ رحيلها الأخير ، مسح على بقايا شعره ، تحسس دقات القلب ، ( حسنا لازال يعمل ) ... ، قالها لنفسه خشية أن يسمعه طفله الصغير ، الذي يداعب دميته الشقراء ... رجل طويل القامة ،
أسود الشعر ، بلغ عقده الرابع منذ لحظات ،
بينما كانت ستارة النافذة التي تطل على حديقة داره ، تبتسم من تمتماته ، أطلق
العنان لسيجارة أخرى وهو في طريقه إلى الباب الذي أصابه داء الإكتئاب ، لم يأبه
الطفل لم يدور على أطراف حياة ملوثة ، تابع مداعبته لتلك الدمية ، بينما بدأ المطر
يهوي على
قارعة رأسه الأملس ، ساعة الحائط المثيرة للجدل ، تجاوزت أكثر من منتصف
ليلة تشرينية ، عقاربها تسير باتجاه واحد مرغمة ، هناك بدأ المشهد يرتسم أمام
ناظريه ، الأشجار العارية لم تخجل من نظراته ، حتى أنها لم تحاول إخفاء عورتها ،
دخان السيجارة يعانق حبات المطر المتساقطة بحياء ، مازال الطريق في مكانه ، ( شيء
جيد ) ، ضوء القمر يختلس بعض النظرات ، بينما كانت الغيوم تصرعه في معمعة السماء ،
الضجر يصهل في صمت ، رفع الرجل كفيه للأعلى ، ( ماذا كان يقول ) ، سألت شجرة صغيرة
جارتها ، أغمض عينيه ، أمست المسافة تتعدى عشرات السنوات ، عاود النظر إلى البيت
الصامت ، الليل والمطر ينسجان حوله سورا خريفيا ، لكنه كان قاسيا هذه المرة ، رمى
الطفل بالدمية ، ارتفع صوته ليحطم سكنات الليل ، أين أنت يا أبي !!! ...
-------------
وليد.ع.العايش
15/2/20177م
-------------
وليد.ع.العايش
15/2/20177م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق