(نشوةُ الغيم(
--------
مازالَ الدرب غائماً ياولدي
والوحلُ ينتشرُ كما الطاعون
ضباب الليلِ يلُفُّنا
من الأصيل إلى الأصيل
قدماي مازالتا موحلتين
والخُفُّ يرزحُ تحتَ شوقي
إليكَ بانكسار ...
لكنْ لا عليكْ
فإنّي أرى ما لا ترى
خلفَ الجبالِ التي
كادتْ تنحني خجلاً
في حضرةِ الريح المُعتّقةِ
ككأسٍ خمرٍ يثورُ في العتمة
ألا ترى ذاكَ القطيعُ من هنا
كيفَ مرَّ ... كيفَ عانقهُ المطرْ
ورنينُ جرْسٍ يعبقُ به الوادي
وهمسُ عاشقينِ مازالا ...
يلتحفان بعضَ أوراقِ الخريف
اللقلقُ في كَبدِ الحقيقةِ والسماء
لم يكترثْ بكلِّ ما كانَ
لا تخش منْ غيمةٍ
تعبرُ ذاكَ الطريقِ
كما تعبرُ أنثى منْ بينِ الذكور
تحملُ شالها وتغادر بانكفاء
الرعدُ ياولدي
يشقُّ الصمتَ في لحظات
يمتطي جمراً قبلَ أن يأتي
يُعانقُ البرقَ الحزينَ
قبلَ أنْ يأتي ...
لا خوفَ منْ صدىً أسودَ الألحانْ
قلبي مازالَ هُنا يتشبثُ بعينٍ لمْ تمتْ
الدربُ غائمٌ مازالَ
يعزفُ في قعرهِ الفُنجانْ
الغيمُ ياولدي
كما رفّةٍ نَزِقةْ
تمتطيهِ نشوةُ إنسان ...
-------
وليد.ع.العايش
8/3/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق