نقطتان وشارحة /كتب الأديب / ميثاق الحلفي

نقطتان وشارحة

 
يحدث أنْ يُراقصَ النّعاسُ أجفانَ ضواحي الازقةِ الآمنةِ. وأنا كأيِّ مُذنبٍ يعترِفُ امامَ ليلها....مُطاردٌ من تلك الكوابيس .الكوابيس التي أتت على آخرِ الحرثِ....الموتُ الذي قد يجيء قبيل موسمه. وأنت تُراقبُ ما تجمعه فتيات الحي من باقات ورد صغيرة وتعلم ُ جيدا بأنّكَ آنيةٌ قابلةٌ للتأكسدِ. فماذا تنتفع بالعطر 

 لماذا قبورنا أُفقية دائما ...ما سر تعلقنا بالنوافذِ ..لماذا تشرئبُ أعناقنا كلّما مرت طائراتُ الحروب وعربات الهزيمة ..كنا جنوداً مجانين نتمدد بحجم الموضع ..لا أمرأه ولا موسيقى بعضنا يخبئ السهول في جيبه وبعضنا يشتاق إلى كركرات المقاهي ..هلْ جربتَ أنْ تكونَ راقصاً تحت مطر الحروب؟ يلفُ الضّبابُ نوتاتِ السماء. و يتقذفك الحتفُ كالنردِ على طاولة ملهى قديم. هل شاهدتَ احتضارَ الأطيافِ وحضرتَ موكباً جنائزياً للغارقين في النسيان؟ تتناسلُ الأسئلة الحمقاء وأنتَ تحزِمُ أمتعةَ الذاكرة أمامَ أبوابٍ بلا مزاليج ...توقظُ بسبابتكَ الضمير تتلقفُ وحدك ليالي البؤسِ .تعلكُ الاستفهامات المبللةِ بالدمعِ... خلفكَ جماهير من شجر الصفصاف وخريف يمسُ حاجبيك. ولأنَ هناك خشباً للشتاءِ القادمِ ونقطتينِ وشارحة وفصل بلا خاتمةٍ سنموت يا مدينتي اذن بأمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق