طَعَنَــــاتٌ بَـــارِدَةٌ / الشاعر / رشيد طلبي

طَعَنَــــاتٌ بَـــارِدَةٌ*

رشيد طلبي/ المغرب


مِنْ قَلْبٍ فَادِحِ الغِيّابْ...


تَحِيّةً مُعَلَّقَةً عَلَى أَسْتَارِ النِّسْيَانِ


وَهَذَا الّذِي لِي منْهُ كَلَّ العَذَابْ....


اُنْظُرْ إِلَيَّ تَعْرِفْ حَقِيقَتَكَ...أَنَا المِرْآة..


وَمَا بَعْدَ الكَلاَمِ مَرْوِيّاتٌ بِسَنَدٍ مَبْتُورٍ إلاَّ مِنِّي.



عَلَى مِنَصَّةِ القَوْلِ (...)


عُقْدَةُ اللِّسَانِ رِسَالَةٌ إِلَى اللاَّمُنْتَهَى


وهَذِهِ المَنَاديلُ بَيْضَاء.


عَلَى مِنَصَّةِ القَوْلِ (...)


يَدٌ تُلَوِّحُ مِنْ بَعِيدٍ...


وَيَدٌ قَبْضَةُ رَمْلٍ فِي وَجْهِ الرِّيح.



أَيُّهَا المُسَافِرُ خَارِجَ بَوْصَلَةِ التَّارِيخ


اِحْذَرْ مَا تَبَقَّى منْ سَمَائِي..


وَالنَّجْمُ الذِي يَرْقُبُنِي منْ بَعِيدٍ


لاَ أسَفَ علَيْهِ وَ لاَ نَدَم...


فَقَدْ أَمْطَرَتْ فِي القَلْبِ العَاصِفَة.



حِينَ فَتَحْنَا خَطَّ السِّفْرِ الأَوّلِ


تآمَرُوا عَلَى الجُبِّ لأنِّي لَسْتُ نَبِيّاً

وَهَذَا الَّذِي بَيْنَ يَدَيَّ...سَعَادَةٌ مُؤَجَّلَةٌ


فَكَيْفَ أُرَتِّقُ الفَتْقَ بَيْنِي (...) وَ بيْنَ أَنَاي...


أفْتِنِي فِي رُؤَيَايَ...


يَا أَيُّهَا المُسَافِرُ خَارِجَ بَوْصَلَةِ التَّارِيخِ


لَقَدْ كَانَتْ "مُراكَش" فَاتِحَةَ البَدْءِ


وَزَادِي حًلًمٌ أَبْيَض للْعِيَّانِ...لَمْ أَرْسُمْ


حُدُودَ النَّهَايَاتِ...وَحِينَ تَبَدَّى الوَجْهُ المُنْكَسِرُ لِي


حَسِبْتُ أُمِّي تُنَاوِلُنِي دَلِيلاً...لأنَّ


للصَّحْرَاءِ طَبِيعَةَ التِّيهِ...لكِنِّي


تِهْتُ فِي قَبَائِل "بَنِي عُمَيْر"


وَقِلَعِ المَنْكُوبِينَ...


وَمَا تَبَقَّى...منَ القِطَطِ الشَّوَارِدِ.


وَحِينَ فَتَحْنَا خَطَّ السِّفْرِ الأول، ثانِيةً


كَانَ الخَطْوُ يَقِفُ وسَطَ الطَّرِيقِ...


ذهَابٌ وَإيّابٌ كَالمُعْتَادِ


تَنَحَّيْتُ عَلَى دُخَانِ المَارّةِ


رَأَيْتُ فيمَا يَرَى الرَّائِي، وأنَا أقْطَعُ الطّرِيقَ


وحِيِنَ الْتفَتُّ يُسْرَةً، رأْيْتُ "لِينِينَ" يَجُرُّ بِلِحْيَةِ "مارْكس"


وَ"إنَجلِزْ" يٌهْقِههُ منْ بَعِيد...


وَرأيْتُ، حِينَ التَفَتُّ يُمْنَةً، لازالَ "عُمر" يَمْلأُ أفْوَاه الفُقًرَاء


بِمَا تَبَقَّى منَ أمْوَال البيْتِ... و"أبا ذرٍّ" يُسبّحُ بَعِيداً


ذهَاباً وَإيّاباً كَمَا المُعْتَادِ..


كَانَ الخَطْوُ يَقِفُ وَسَطَ الطَّرِيقِ


وَصَوْتُ يُدَوِّي مِنْ بَعِيدٍ كانتِ السَيّارة


عَلَى مَقْرُبَةٍ منَ الكَعْبِ، و العُيُون شَاخِصَةٌ


تَرْقُبُ هَذَا القَلْبَ الفَادِحَ فِي الغِيّاب


لكِنِّي لم أَعَرِفْ حَقِيقَة المِرْآةِ بَعْدُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق