يا ليتني كنت حمارا / بقلم القاصة / هبة مقداد

يا ليتني كنت حمارا 

درجت عادة عمتي الذهاب كل يوم للسهول الواسعة الملتفة حول قريتي المتوهجة الوادعة في أقصى الجنوب ،دوما انتظرتها بفارغ الصبر كل يوم على باب بيتها، محبتي لها كانت قناعتها ، ضميري الصغير ذو العشر سنوات 

آنذاك أضمر محبته لحمارها الذي رافقها دوما مع كيس الحشائش الضخم على ظهره، الذي انتظرته بقرتها كل يوم ربيعي طوال نهارها، لتدر الحليب الطازج الذي سيغدق على عمتي النقود، بدورها ( كامرأة أمية ) تعطيه لزوجها لينفقه على التفاهات من الأمور، شغفي آنذاك عادتي السيئة بتعذيب 

الحيوانات، نهيقه و تعذيبه أثار سروري دوما، جمع الحشائش كانت مهمتي المقدسة التي ستمكنني من ركوب الحمار، طوال طريق العودة لم أرفع عن قفاه العصي المبرحة فأستمتع بسماع عذابه لأحمد الله على نعمة الإنسانية ... 
... اليوم أحمل من الهموم ما ينوء عن حمله ألف ألف حمار ويقود مجرى حياتي ألف ألف شخص يركبون سرجها...
اليوم اليوم أقول : يا ليتني كنت حمارا ...

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق